ما هي صحة حديث اتاكم رمضان شهر يغشاكم الله فيه الذي يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير، هل هو حديث صحيح أم حديث غير صحيح ؟
وهذا نص الحديث كامل "( أتاكم رمضان شهر يغشاكم الله فيه ، فينزل فيه الرحمة ، ويحط الخطايا ، ويستجيب الدعاء ، ويباهي بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيرا، فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله ) .
الاجابة :
هذا الحديث المذكور : مكذوب موضوع على النبي صلى الله عليه وسلم :
أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (2238) ، والشاشي في "مسنده" (1224) ، والحسن الخلال في "أماليه" (66) ، والبيهقي في "القضاء والقدر" (60) ، من طريق مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ ، عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمًا ، وَحَضَرَ رَمَضَانُ:
( أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرُ بَرَكَةٍ ، فِيهِ خَيْرٌ يَغْشَاكُمُ اللَّهُ فَيُنْزِلُ الرَّحْمَةَ وَيَحُطُّ فِيهَا الْخَطَايَا ، وَيُسْتَحَبُّ فِيهَا الدَّعْوَةُ ، يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَى تَنَافُسِكُمْ وَيُبَاهِيكُمْ بِمَلَائِكَةٍ ، فَأَرُوا اللَّهَ مِنْ أَنْفُسَكُمْ خَيْرًا ، فَإِنَّ الشَّقِيَّ كُلَّ الشَّقِيِّ مَنْ حُرِمَ فِيهِ رَحْمَةَ اللَّهِ ) .
والحديث علته محمد بن قيس ، فإنه كذاب ، واسمه محمد بن سعيد بن حسان بن قيس الأسدي الشهير بالمصلوب .
والحديث أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (4783) وقال :" رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ، وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي قَيْسٍ ; وَلَمْ أَجِدْ مَنْ تَرْجَمَهُ ". اهـ .
قال الحافظ برهان الدين الناجي في "عجالة الإملاء" (2/822) :" وشيخنا الحافظ ابن حجر أفاد بخطه على حاشية نسخته بمجمع الهيثمي : أن محمداً المذكور هو المصلوب ، وهو محمد بن سعيد بن حسان بن قيس الأسدي الشامي ، روى له الترمذي وابن ماجة. كذا نسبه في تهذيب الكمال وتهذيبه وتقريبه.
وقد قيل: إنهم قلبوا اسمه على مائة وجه، ليخفى.
فقال شيخنا: قلت: "محمد بن أبي قيس هذا : هو محمد بن سعيد المصلوب ، وهو متروك متهم بالكذب ". اهـ .